{قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ (18) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (20) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)}قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ} أي نعم تبعثون. {وَأَنْتُمْ داخِرُونَ} أي صاغرون أذلاء، لأنهم إذا رأوا وقوع ما أنكروه فلا محالة يذلون وقيل: أي ستقوم القيامة وإن كرهتم، فهذا أمر واقع على رغمكم وإن أنكرتموه اليوم بزعمكم. {فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ} أي صيحة واحدة، قاله الحسن وهي النفخة الثانية. وسميت الصيحة زجرة، لأن مقصودها الزجر أي يزجر بها كزجر الإبل والخيل عند السوق. {فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ} أي ينظر بعضهم إلى بعض.وقيل: المعنى ينتظرون ما يفعل بهم.وقيل: هي مثل قوله: {فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنبياء: 97].وقيل: أي ينظرون إلى البعث الذي أنكروه. قوله تعالى: {وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ} نادوا على أنفسهم بالويل، لأنهم يومئذ يعلمون ما حل بهم. وهو منصوب على أنه مصدر عند البصريين. وزعم الفراء أن تقديره يأوي لنا، ووي بمعنى حزن. النحاس: ولو كان كما قال لكان منفصلا وهو في المصحف متصل، ولا نعلم أحدا يكتبه إلا متصلا. و{يَوْمُ الدِّينِ} يوم الحساب.وقيل: يوم الجزاء. {هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} قيل: هو من قول بعضهم لبعض، أي هذا اليوم الذي كذبنا به.وقيل: هو قول الله تعالى لهم.وقيل: من قول الملائكة، أي هذا يوم الحكم بين الناس فيبين المحق من المبطل. ف {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7].